الخميس، 10 سبتمبر 2009

أيام الله ليس بعضها مساويا لبعض ... اغتنم العشر الأواخر

 


العشر الأواخر من رمضان
العمر أيام تمر فتشهد لك أو عليك , وأيام الله ليس بعضها مساويا لبعضها . فقد علمنا أن الله  فضل بعض الأيام علي بعض ولكن فضلا ليس في ساعتها ودقائقها وثوانيها وإنما في أجور الأعمال فيها وذلك فضل رمضان ومن اجل ذلك كان الأفضل فيه أواخره العشرة وأفضل الأفضل ليلة كرمها الله وقدرها وباركها , ومن اجل ذلك حرص إمام الدعاة وأول المسلمين والعابدين محمد صلي الله عليه وسلم أن يطيل عمره بتكثير الخير فيه واغتنام الفرص لمضاعفة هذا الخير فعلمنا بقوله وعمله كيف نزيد في أعمارنا أعمارا ونطيل في أجالنا أجالا ونثقل في موازيننا تثقيل كيف ونوي وان لم يسعفنا العمر بتكثير الكم
وقد نبهنا أمير الشعراء إلي معني جليل حين قال -
دقات قلب المرء قائلة له ** إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها ** فالذكر للإنسان عمر ثان
الحياة قصيرة وتشهد بذلك دقات القلب وأنفاس الصدر المعدودة لكنها طويلة ومضاعفة بحسن استغلال الخير المضاعف
يا الله سبحان الباقي الدائم . تمر بنا الأيام وينفلت منا العمر ولا يكاد ننتظر يوما إلا ويصبح في ذكري الماضي وتنطوي صفحته منذ وقت ليس بالطويل كنا ندعوا الله أن يبلغنا رمضان واليوم نلهث حتى لا يفوننا خيره ولا ينقضي بره ولا تزول بركته لم يبق لنا إلا أيام هي خير ما فيه
هكذا علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم حين كان يحيي الليل ويوقظ الأهل  ويجد ويشد المئزر يلتمس ليلة مباركة خير من ألف شهر فيها يفرق كل أمر حكيم يتحرى فيها الخير والسلام الذي يصاحبها لعله ينال منها العفو فقط العفو  "فاعف عنا"
يا الله . هي إذن أيام وليال ولكنها في الميزان قرون تثقل الموازين وتقرب القانتين المستغفرين المتهجدين ترفع إلي عليين ومن حرم فيها الخير فقد حرم
ومن العجيب إن قطار الزمن يمضي لا يلوي علي شيء ولا يتوقف انتظار الشيء ولا يغير طريق ولا يهدي سرعته يمر علي الحريص والجاد كما مر علي الغافل والهازل . فينقضي العمر ولا يدري المرء إن كان سيجد تلك الفرصة بعد أم أنها كانت الأخيرة هي فرصة سوف تشهد يوم القيامة لك أو عليك وأعمال فيها فد تثقل موازين العبد أو تخف من موازينه يوم تخلو كلها من أعماله
أخي المسلم العمر قصير والأيام كلها متساوية إلا تلك التي فضلها خالقها فكن من السابقين المسارعين إلي الخيرات
الحريصين علي إرضاء ربهم وإسعاد نبيهم يوم يباهي بهم الخلائق يقول هؤلاء أمتي
فمنذ غروب شمس يوم العشرين من رمضان تبدأ مرحلة جديدة تطلب منك أن تكون مقتديا بإمامك أول العابدين  فلا تترك لحظة تمر إلا أن تضاعف بها الحسنات وتزيل بها السيئات وتمحوها فتخرج من رمضان ليس كيوم ولدتك أمك , ولكن كما يريد لك ربك ويقر قلب نبيك
قلب نبيك
اغتنم الفرصة فقد حرم منها كثير من الناس لم يندموا علي شيء ندمهم علي ضياعها وابحث عن ليلة خير من ألف شهر عملا وأجرا فان أدركها فما فاته شيء وان حرمها فما أدرك شيء
فهل من مشمر ؟
صلاح البوهي
19/9/2008
ـــــــــــــــــ
تعليق :
نشرت هذه الخاطرة على موقع إخوان المنوفية العام الفائت ونشرت أيضا على مدونة وحي القلم ولكن هذه بها بعض الإضافات

الخميس، 3 سبتمبر 2009

في يوم ميلاده





كتب – رحمه الله – بتاريخ 6/6/2009 في ذكرى يوم ميلاده الخمسين فقال :-
أقبل يوم السبت السادس من يونيو وكان السبت هو السادس من يونيو منذ خمسين عاما ميلادية فتذكرت يوما أطل على الدنيا فسمعت فيه صراخي كما تسمع كل ساعة صراخا مثله فهل كان الصراخ طبيعيا أم كان صراخا مستشرقا مستقبلا شائكا ؟!!
كل الأطفال يصرخون عند ميلادهم دليل حياة فهل كان صراخي دليل حياة أيضا ؟ أم كان دليل توجس بما يجد من مستقبل أيامي ؟ هل كان الطفل صلاح أسعد حالا من ذلك الذي فضّل أن يترك الدنيا بعد مجيئه بأيام[1] ؟ الحق أنني حتى الآن وبعد مرور نصف قرن كاملة لا أدري أحياتي خير لي أم مماتي ؟ ولا أدري أبقائي بعد هذه السن خير لي أم يكفي ما مضى ؟ وهل استمرار وجودي زيادة في ميزاني أم نقص منه ؟ فلم يعد لي صديق أقصد لم يكن لي في يوم صديق فهل يتخيل أحد أن يعيش في كل هذه السنين بلا صديق ...
ـــــــــــ
تعليق :
أظن أن هذه الخاطرة غير تامة ولكنها ما كتبه الراحل فى عيد ميلاده وخاصة أنه لم يكتب تاريخ هذه الخاطرة على عكس العادة وأردت أن ابدأ بها فقد رأيت وكأنه – رحمه الله – قد شعر بدنو الأجل .. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته .


[1] يتحدث- رحمه الله-  عن أخيه الأكبر صلاح الذي مات بعد ولادته بأيام